🌙 الوجه الذي لا نراه في أنفسنا…

 

كانت تنظر في المرآة، تتأمل ملامحها بهدوء.

تبتسم قليلًا، ثم تشعر أن هناك شيئًا لا يظهر على سطح الزجاج…

شيئًا لا يُرى بالعين، لكنه يُحسّ في العمق.

ذلك الوجه الآخر الذي نحمله في داخلنا —

وجه الحزن الذي لا نُظهره،

والغضب الذي ندفنه بابتسامة،

والخوف الذي نخفيه خلف قوّة مصطنعة.

نظن أننا تخلّصنا من هذه الوجوه،

لكنها تظل هناك، تنتظر لحظة الصدق لتخرج وتقول:

“أنا جزءٌ منك، لا تخف من رؤيتي.”

حين نجرؤ على النظر في هذا الجانب المظلم،

نكتشف أنه ليس شريرًا كما ظننا،

بل مجروحًا فقط، يحتاج إلى عطف لا إلى إنكار.

التصالح مع هذا الوجه لا يجعلنا أضعف،

بل أكثر إنسانية، أكثر وعيًا، وأكثر صدقًا مع أنفسنا.

كل ما نرفضه في داخلنا، يظل يطلب منّا أن نراه.

وحين نراه ونقبله،

يهدأ، ويترك فينا سلامًا لا تمنحه أي مرآة 🪞بل أن نكون صادقين مع أنفسنا،

نرى وجوهنا الخفية بحنان،

ونتذكر أن النور لا يكتمل إلا بظلّه